ما بين المراهقة والنضوج
الكاتبة: ولاء الزغبي
(أشواك ناعمة)
مسلسل سوري تم عرضه عام 2005 وكان العمل الثاني للمخرجة رشا شربتجي
يتناول المسلسل فتيات في مقتبل العمر أو ما يطلق عليه سن المراهقة ومن خلال حلقات المسلسل حاولت الكاتبة رانيا بيطار تسليط الضوء على مرحلة صعبة من حياة الفتيات في عصرنا وهي( مرحلة المراهقة) من خلال حياتهم المدرسية والعائلية والمشكلات التي تعترضهن في الأسرة والمدرسة .
ناقش المسلسل الكثير من المشاكل اليومية التي تعترض حياة أبناءنا وبناتنا ، ولم يتوقف العمل فقط على حياتهم المدرسية بل طرق كل باب من أبوابهن في الحياة الأسرية وتسلل الى خفايا شخصية كل فتاة بالإضافة لتطرق الكاتبة للحديث عن الدور المهم للمعلم في حياة الطلاب وتأثيره على شخصيتهم وأشار الى خطورة دور المعلم في التربية قبل التعليم من حيث إتقان البعض لعمله وإخلاصه بالمقابل كان منهم من غلب حب المصلحة على واجبه الحقيقي
فالمرشدة النفسية الآنسة حنان والتي أخذت من أسمها نصيب في عاطفة الحب والحنان التي غمرت بها الطالبات و كانت تمثل دور الأم الثانية في حياة طالبات المدرسة وابتسامتها الرقيقة كانت الحافز الأقوى لدفع الطالبات لإشراكها بقصصهن وطلب النصح والإرشاد منها .
طالبة تتصرف على أنها ذكر لأن أسرتها كانت تعاملها معاملة الذكر في البيت لعدم وجود شاب داخل أسرتهم فمن خلال استقبال وسماع المعلمة لها استوقفتني إحدى العبارات التي قالتها المعلمة للطالبة لتعزز من ثقتها بنفسها هي (انت كتير حلوة وناعمة وجذابة وشعراتك حلوة،) لتلفت نظر الفتاة لجمالها وأنوثتها ومع مرور الوقت تغيرت نظرة الطالبة لحقيقتها وأدركت في النهاية أنها فتاة وليست فتى و بدأت تهتم بنفسها وأنوثتها وتحاول الكاتبة بيطار من خلال إحدى القصص لفت النظر الى قضية سلطة أبناء المسؤولين والتي شاهدناها من خلال قصة فتاة تفعل ما تشاء لها في المدرسة وخضوع أكثر المعلمين لها خوفا من إيقافهم عن العمل في المدرسة
تلجأ ابنة أحد المسؤولين للتقرب من إحدى زميلاتها المتفوقات وتحاول اللعب بعواطفها بمعرفة وموافقة إحدى المعلمات والتي كانت هي الأخرى تخضع لسيطرة تلك العابثة المستهترة حيث اتهمت الطالبة المتفوقة بالتخلف لعدم خوضها تجربة الحب وتبادل مشاعر عاطفية مع فتى وبالتالي دفعت الطالبة بالاتجاه الانحراف و إهمال دراستها وانجرافها إلى مشاعر عابرة لتقودها الى فقدان الذاكرة وبالتالي انكشاف الأمر من قبل والدها الذي لعب دور الأب التقليدي الخائف على ابنته من المجتمع وبذات الوقت النمطي المتعصب الذي يخشى وصمة عار عاشها في عائلته
المسلسل تناول الكثير من الأحداث والقصص التي كانت تلامس الواقع الذي يعيشه أبناءنا في مرحلة معينة من حياتهم حيث استطاعت المخرجة رشا والكاتبة بيطار تصوير معناة المراهقين من خلال صور ومواقف عاشتها تلك الطالبات عكست معاناة هؤلاء الفتيات وهمومهن اليومية
المسلسل جديد من نوعه يحمل تفاصيل عديدة تدفعك لمتابعته