على طرف مكسور .. حلاّق يقضي مهنته واقفاً طوال اليوم
الكاتبة: نسرين عليوي
أبو عمر "ماهر عليوي" مبتور القدم اليسرى نازح من أبناء مدينة سراقب يقيم في إدلب المدينة مواليد 1984
يصمد ماهر أبو عمر بوجه الألم الذي لازمه منذ فترة تواجد النظام في المنطقة فقدمه التي فقدها لم تشكل عائقاً كبيراً له
حتى يواصل السعي لتأمين سبل حياته.. المعيشية
ماهر أبو عمر
يملك عائلة مكونة من أربعة أطفال وزوجته،ويعمل في مجال الحلاقة يحاول أن يتغلب بذلك على إصابته التي ستلازمه مدى حياته،
بعد الإصابة بثلاثة أشهر فقد ماهر الأمل في أن يصبح قادراً على أن يمارس أي مهنة،حتى مهنة الحلاقة التي أحبها ولازمها منذ زمن في حياته،باتت بعيدة المنال عنه حيث أنها تحتاج للوقوف طوال النهار
فقد قدمه في الحرب عام 2014
مما أدى إلى كارثة في معيشته فكان هم الحياة عليه صعيب ف بالرغم من ذلك تراه صامدا لايستسلم لظروف الحياة.. إلى أن جاء النظام وأخذ بيته وأرضه لتبدأ رحلة نزوحه إلى إدلب فأستقر في بيت لايقيه حر الصيف ولا برد الشتاء،
يعمل في محل حلاقة رجالية أجره 100ل.تركية ويعمل في اليوم ب دخل بسيط بالكاد أن يسد رمق أطفاله يستيقظ باكرا ليذهب إلى عمله ويجلب قوت يومه إلى أن يأتي المساء ويذهب مشيا على قدمه مع عكازته التي يعين نفسه عليها..
وعن عمله في الحلاقة يقول "أصبت بمرض نفسي بعد الإصابة،سئمت الجلوس في المنزل،تحاملت على إصابتي وقررت العودة للحلاقة،كما أن المحل يحتاج لرأس مال كبير قياساً بما أملك من مال،لكن البعض من أصدقائي وأقربائي ساعدوني،وعدت وأفتتحت محلا للحلاقة الرجالية"
ويضيف " الآن بت ناسياً إصابتي فقد كانت كالسم في جسدي،وأستطعت أن أتغلب عليها ولولا الإرادة والتصميم لما عدت وأفتتحت محلا والحمدلله الآن أملك دخلاً بسيط وأؤمن طعام عائلتي،مع أنني لست سعيداً كما يجب إلا أنني أفضل من ذي قبل"
وبالرغم من إعاقته يقول
أبو عمر الحمدلله الذي فضل علي أن وهبني أربعة أطراف وسلب مني طرف وبقي 3 أطراف كي أستعين بهم على مصاعب الحياة.
عندما أدخل المنزل لترتاح قدمي قليلا إلا وأن أعود إلى السوق لأجلب الخبز ومستلزمات المنزل وعندما يعود لايكاد بأن يريح قدمه المبتورة ويأكل ويصلي ويجلس مع أطفاله لوقت محدود فيذهب ليأخذ قسط من النوم وما أن يأتي الصباح يستيقظ باكرا ليتوضأ ويشرب قهوته ويتكل على الله ويدعوه أن يفتح له أبواب الرزق
فذهب لمنظمة قريبة منه "إسمها منظمةالبنفسج"لتعينه قليلا مع عمله الذي لايصل إلى ال80 ليرة شهريا فتكون آجارا لمحل الحلاقة فتأتيه المعونة لتعينه بشئ بسيط ولكنها تسد شيئا من متطلبات البيت وعندما تتأخر عليه يصمت لاحول ولا قوة له
*ومن ضمن حياته الرفاهية*
في العطلة الأسبوعية له قرر أن يذهب هو وأصدقائه إلى المسبح فنظر إلى أصدقائه كيف يتمتعون في السباحة فأخذته أفكاره إلى البعيد حيث تذكر قبل بتر قدمه كيف كان سباحا ماهرا فقد أحزنه وضعه الذي هوي فيه الآن ولكن قرر بنفسه أن لايستسلم لبتر قدمه ويكون أكثر قوة وإرادة
فقال أبو عمر عندما نزلت إلى الماء أحسست بأنني سوف أغرق فقدم واحدة لاتعينني على السباحة وبدأ يغرق وإذ بأصدقائه أحمد ومحمود ينتشلوه بقوة ليأخذ نفساً عميقاً ويقول في نفسه قدمي ليست مبتورة فبرمج عقله بكلامه ونزل إلى الماء مرة أخرى ونسيه أمر قدمه وأنها قد بترت وحاول تعلم السباحة من جديد ليتغلب على مصاعب الحياة وعندما إنتهت الرحلة
عاد أبو عمر لبيته ليسرد لأطفاله وزوجته ماذا جرى معه ضمن الرحلة وكيف كانت إرادته قوية وكيف تغلب على عقله
وهاهو متفائلا ولايعيقه شئ سوى أن ينظروا له الناس كإنسان وليس كمعاق
*فيتشر*